أنا للأسف عكس كتير منكم متفائل..
متفائل عشان الأسبوعين اللى فاتوا حصل فى مصر انتخابات تعددية حقيقية، وحقيقة إن كان عندنا ١٣ مرشح رئاسى منهم ٥ مرشحين أقوياء بيتنافسوا فى المقدمة كان مؤشر إيجابى تفوقنا بيه على بعض أكبر ديمقراطيات العالم، زى أمريكا مثلاً اللى بيبقى عندهم مرشحين اتنين لحزبين اتنين فقط والقرار لازم يبقى واحد منهم.
متفائل وفخور إن أكتر من ١٤ مليون مصرى (بنسبة ٦٥% من كل اللى ادوا صوتهم) صوتوا ضد عودة النظام القديم فى شخص مرشح أو آخر كانوا مسئولين فى النظام ده وكانوا محل ثقة حسنى مبارك.
متفائل عشان أكتر من ٨،٥ مليون مصرى (بنسبة ٤٠% من كل اللى ادوا صوتهم) صوتوا لأشخاص كانوا وما زالوا فى الصفوف الأمامية للثورة، ولمشاريعهم اللى هدفها تحقيق أهداف الثورة وإن مصر تبقى قوية بإذن الله. غير إن برامجهم استهدفت القضاء على عسكرة الدولة بطريقة أو بأخرى وعلت عن أى استقطاب دينى أو طائفى.
ده أنا شايفه إيمان بالثورة وأهدافها، وإيمان واضح بمدنية الدولة..
المطلوب... إن الثورة يكون عندها خطة عمل.
دى مش تدوينة عن الانتخابات اتزورت ولا لأ، ولا عن ننتخب مين فى الإعادة. أنا معرفش مفروض نعمل إيه فى الإعادة. بس كان نفسى كل اللى يعرفوا مفروض نعمل إيه دلوقتى يكونوا بيقعدوا وبيتكلموا مع بعض ويقولوا لنا نعمل إيه. كان نفسى حد يكون مفكر فى السيناريو ده من بدرى وعارف لو المشكلة دى واجهت الثورة مفروض الثورة تتصرف إزاى.
كان نفسى حد يقول لنا إيه الخطة دلوقتى؟
احنا آخر مرة كان عندنا خطة بنتصرف على أساسها كانت فى الـ١٨ يوم الأولى من الثورة. وساعتها كنا بنحقق أهداف مبدأية كتير بخطوات سريعة وثابتة. دى أهمية سلاح التخطيط فى أى عمل جماعى فى العالم. ساعتها كانوا شباب الحركات السياسية المختلفة بيقعدوا مع بعض وبيتفقوا إزاى يواجهوا النظام، وبياخدوا رأى شيوخ الحركة السياسية وبيتعلموا منهم، وبيرسموا خطة الناس كلها بتلتزم بيها، والناس كانت بتلتزم عشان شايفينهم واخدين فى إيدهم زمام المبادرة.
الثورة بدأت تنهزم لما انتقلت من خانة الفعل لخانة رد الفعل.
المطلوب: توحيد الجهود والخبرات والموارد فى جبهة واحدة، تجتمع بشكل دورى تدرس كل التحديات والمشاكل اللى بتقابل الثورة، وتدوّر على حلول ليها، وتخرج علينا بتوصيات. توصيات واضحة بدل حالة اللخبطة والعبث اللى احنا عايشينها بقالنا سنة ونص. الجبهة دى ممكن تكون تحالف بين الأحزاب والحركات السياسية، أو أى كيان تنظيمى يجمع كل قوى الثورة.
أهم حاجة إن يبقى فى كيان واحد يجمع كل الثوار - شبابهم وشيوخهم - ويجتمع دورياً عشان يرسم خطة عمل للثورة.
شباب الحملات الانتخابية أظهروا لنا إنهم قادرين على تنظيم أى كيان وعمل كبير بكل سهولة من غير موارد خالص تقريباً لما يجتمعوا تحت لواء واحد، وفى آلاف الشباب زيهم فى كل حتة. المرشحين حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح حصلوا على تأييد قطاعات كبيرة من الشعب وبنوا مصداقية عندهم والناس بتسمع منهم لما بيتكلموا. أفتكر كلنا اقتنعنا إنهم كان المفروض يتحدوا مع بعض كمرشحين للرئاسة، وأنا شايف إننا محتاجين اتحادهم أكتر كمان بعد الانتخابات. ومحتاجين إنهم يتحدوا مع كل رموز وخبرات الثورة. أى حد فى مصر يبقى غلطان لو افتكر إنه يقدر يغير لوحده.
الاتحاد قوة، والفرقة ضعف.
يا مصر لسه عددنا كتير، بس احنا عاملين زى جيش فيه جنود بالملايين ومعندوش مركز قيادة. محتاجين مركز قيادة من كل الناس اللى بنثق فيهم. وفى الآخر اللى هيصدر عنه توصيات مستحيل تفرض على حد حاجة، لكن هتوضحلنا الطريق اللى مفروض نمشى عليه بدل التوهان، وبدل ما كل ما يحصل حاجة مفاجئة لينا نلف حوالينا ونسأل: نعمل إيه دلوقتى؟
أكتر حاجة آلمتنى لما قلت لأبويا مؤخراً ينتخب الثورة، ورد عليا مستهزئاً: ثورة إيه دى اللى مش عارفة هى عايزة إيه. الثورة محتاجة تعرف هى رايحة فين عشان تقود الثوار.
Photo from Karim Shaaban's video: http://www.youtube.com/watch?v=tsVdo_dSXgE |